نقد كتابي “الهلال بين الرؤية والحساب” و “التقويم الهجري العالمي”

مغالطة منطقية
تلاعب بصري
  • من أنت؟
  • أنا أخو عبدالسميع؟
  • من هو عبدالسميع؟
  • أخوي!

وهكذا تم تصميم “التقويم الهجري العالمي” تقويم رصدي لا قياسي، من “منظمة المشروع الإسلامي لرصد الأهلة”! والآن نستطيع أن نعرف متى الأول من رمضان، فهو عند رؤية الهلال، متى رؤية الهلال، عند أول رمضان! أي رمضان؟؟ أقصد رمضان الذي وراه العيد على طول!

الاستدلال الدائري من المغالطات المنطقية التي جعلتنا نبتعد عن الرصد بالرصد، وابتكار آلات قياس ليكون المرجع لحساب الرصد، ولم ينتهي بالمؤلف إلا أن يختار “التقويم الجريجوري” ضرورة في نهاية بحثه للدلالة على بدايات الشهور العربية، فضلا على استخدامه نظام 24 ساعة القياسية، لا الرصدية!

ولا غرابة بأن نكتشف أن علماء الإسلام عبر التاريخ أدركوا أن القياس هو السبيل لجعل التقويم موضوعيا عالميا قياسيا، لا محليا فقهيا. فأنتجوا لنا التقويم الفاطمي، وتقويم مختار باشا، وتقويم الجحاف، وتقويم العجيري الأول، وتقويم الواسعي، وغيرهم. وكل ما على أي جهة توثيق أن تكتب في نهاية التاريخ نوع التقويم، فاليوم هو الأربعاء ربيع الثاني 21 1444 هـ\مختر ولن يختلف اثنان في تحديد اليوم، هذه التقاويم موضوعية وقياسية، كمثل التقويم الجريجوري والذي نكتبه مع التذييل الأربعاء نوفمبر 16 2022 م\ج، يسهل توثيق الأحداث بها، متجاوزة اشتراط الرصد، فبالرغم أن الربيع في التقويم الجريجوري مقوم على مارس 21، إلا أن أهل التقويم لا يقومون بتغيير هذا الرقم إن تم رصد الربيع في مارس 20. بل يتم الإعلان بالأخير كحادثة في التقويم القياسي. وإن ظهر الانحراف المتوسط للتقويم الجريجوري عن رصد الاعتدالات بشكل مستمر كما حصل في التقويم اليولياني، يتم استدراك ذلك بالكبس، أو تغيير آلة القياس إلى تقويم آخر ليسهل التحويل بينهما كما يحصل، وليس كما يكتب البعض بأن جريجور حذف 10 أيام من التقويم كما يتردد عند الأميين! آلات القياس والاتفاق عليها أساس، فبالرغم أن رصد وزن كيلو الذهب بآلة رصد في الشمال عن الوسط سيظهر اختلافا، لا يعني أن الكتلة آلة القياس قد تغيرت.

إعلان صيام رمضان حسب كل مدينة وحسب أي فقه باستخدام تقويم هجري موحد

إعلان الصيام حسب التقويم القياسي

وإعلان رصد الهلال حسب أي تقويم قياسي سهل ممتنع، ولقصور الوعي يتم ذلك باستخدام تقويم جريجور حاليا، فصيام رمضان في مكة يبدأ في رمضان 2 1444 ه\مختر حسب رصد “عودة”، أو رمضان 3 1444 ه\مختر حسب رصد “رؤية بصرية”، وسيكون في طنجة حسب رصد “يالوب” بتاريخ رمضان 1 ه\مختر. لاحظ تذييل التاريخ بنوع التقويم ولاحظ أني أترك اختيار فقه الرؤية لكل بلد أو فقه، مع الحرص على تذييل التاريخ المستخدم. فهذا كفيل بمعرفة اليوم والتحويل لأي تقويم آخر. ومن هذا المنطلق، كان الأولى من “مركز المشروع الإسلامي لرصد الأهلة” الإحاطة ودعم التقاويم الهجرية القياسية، والتوجيه على شكل توعوي بأن علومهم في الرصد لا يقتضي تغيير التقويم حال رصد حادثة فلكية، بل تنشر معلوماتها عبر قياس هجري مجدول. ولا مانع من إعلان عبادة الصيام حسب رصد كل دولة على حدة لاختلاف المطالع أو من تريد أن تتقيد بفقه معين يناسبها، أو حتى لخلافها السياسي! بل التوعية بأن ما يسمى “تقويم راصد” تناقض في حد ذاته، بل تستطيع “مركز الفلك الدولي” إعلان رصدهم شرقا وغربا حسب “التقويم الواسعي الهجري” كآلة قياس منضبطة بدلا من التقويم الجريجوري الأجنبي! وهو في ما أظن هدفهم المنشود.

لاشك أني في هذا المقال، لا أنتقد الحسابات الفلكية، ولا أنتقد “المركز الفلكي الدولي” في الأردن أو الإمارات، ولا المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، فهذا المشروع عمل جبار ودقيق، وأقف معهم بأن حركة الأفلاك محسوبة بالثانية، إلا أن القفز من الرصد الفلكي والذي يستخدم لتحقيق عبادة حسب فقه شخص أمي أو شخص علمي، لا يستدعي بتاتا أن يتم صناعة تقويم قائم على الرصد!

الخلاف في كتابة التاريخ لا يتم حله إلا بتذييل نوع التقويم، صورة من موقع #تقويم

هل نقدي محصور على “التقويم الهجري العالمي”؟

ولا يخفى أني لا أنتقد “التقويم الهجري العالمي” الصادر من ذات الجهة فقط، وإنما أنتقد جميع “التقاويم” التي تم تصميمها حسب رصد الأفلاك دون الأخذ بتقويمها! كمثل “تقويم أم القرى” بإصداراتها الثلاث، ومثل أي تقويم محلي يتم إنشاءه في كل بلد بسبب رصد يعتمد على مكان الراصد وفقهه. إن الخلط بين الرصد والتقويم آفة ابتلينا بها وعززتها الانقسامات السياسية والإعلام بل حتى “المثقفين” والمتنطعين، وأستغرب أن يكون لجهة فلكية أهلها من أهل العلم والحساب، يتجاوزون تخصصهم إلى علم مختلف. فضلا أن يكون سهلا ممتنعا.

وبالرغم من هذا الانتقاد، إلا أني لا يسعني إلا شكر “د. محمد عودة”، فعن طريقه وطريق موقع “المركز الفلكي الدولي” أدركت كيفية عمل “تقويم أم القرى” لأقوم بتصميم “التقويم” في موقع #تقويم، ليسهل على الباحثين التحويل بين هذه التقاويم الرصدية المحلية، وبين التقاويم القياسية الأخرى الهجرية والعالمية. كما أن شروحاته في ما يخص الرصد قد أفادتني وزادتني يقينا بما بخص الرؤية والشهود والموانع وامتعاضه من شهادات محل نظر، وهو ممن أثق بمعلوماته في ما يخص الرؤية والرصد، فجراه الله خيرا، وأسأل أن يستمر في هذا العطاء العلمي الواسع.

خدمات موقع #تقويم

أكتب هذا المقال بعدما تشرفت بمقابلة د. عمار السكجي “رئيس الجمعية الفلكية الاردنية” في أحد اللقاءات المشتركة حول التقاويم، وقد سألني عن آليات الرصد الموجودة في موقع #تقويم، فتذكرت مقالي السابق الذي أشرت فيه إلى معايير الرصد المختلفة، ولعلي أضيف في موقع #تقويم معايير رصد الأهلة حسب “يالوب” و “ساو” و “عودة” لو حصلت على طريقة الحساب من موقع المركز، حتى يستفيد منها أصحاب الرؤية أو “إمكانية الرؤية” لتحديد العبادات، لا لضبط التقاويم، بالرغم أن موقع #تقويم ينشر معلومات “التقاويم الراصدة” أيضا للفائدة العامة.

ولعله من المفيد ذكر أن موقع #تقويم لعله يضيف “التقويم الهجري العالمي” بنسختيه الشرقية والغربية لاختلاف المطلعين حسب المؤلف، وتوفير الخدمة لبرامج الجوال والمواقع والتي تريد نشر هذه المعلومات، وخاصة أن موقع #تقويم يخدم برمجيات الجوال ونشر المعلومات بسهولة عبر أوامر JSON. فمثلا عبر هذه الوصلة، يستطيع أي برنامج الحصول على معلومات “تقويم أم القرى” أو “تقويم مختار الهجري” أو طلب التحويل بين أي تقويم وآخر، وللمزيد من الدوال الداعمة لخدمة نشر المعلومات حول التقاويم، فضلا التواصل.

نقد كتاب “الهلال بين الرؤية والحساب”

لم يوضح الكتاب المشكلة التي يبحث لها عن حل. إذ بدأ الكتاب بالدخول في الموضوع دون توضيح المصطلحات وضبطها، وبالرغم من دقة تخصصه في رصد الأفلاك وتحرير إشكال “إمكانية رؤية الهلال”، إلا أن ربط ذلك بأهميته مع الشهر القمري، أو الشهر الهجري، أو التعبد بالصيام، أو توحيد وقت العبادة لم يكن واضحا، فضلا على عدم الإحاطة بموضوع التقاويم وهو في ما يبدو هدف البحوث بعد إنتاجه جداول رصد الهلال حسب منطقتين في العالم.

لم يشرح الكاتب مصطلح “إمكانية رؤية الهلال” 

مصطلح “الشهور الهجرية” لم يوضح، إذ أن الشهر قمري، نسبه إلى الهجرة وكأن لها دلالة مختلفة عن دورة القمر أو أنه يوجد فرق بين الشهر الهجري والشهر العبري والشهر الصيني والهندي، وجميعهم يأخذ بعين الاعتبار دورة القمر حول الأرض.

المقدمة:

لم يوضح الكاتب فائدة وجود آلة لحساب بداية اليوم العربي على اعتبار خط غروب مكة. وإن كانت ذات أهمية من ناحية ثقافية، فلماذا لم يتطرق إلى إعادة ضبط الساعة لتصبح الساعة 00:00 عند المغرب. بل استمر في استخدام الساعة المقوّمة في كافة بحثه. الواقع أن تقويم اليوم ليبتدئ في منتصف الليل مع تغير منتصف الليل رصدا أفضل من رصد اليوم عند المغرب عمليا. إذ الأولى لا أهمية ثقافية أو تعبدية، والثانية نحتاج لرصدها بآلة القياس المقومة وهي ال24 ساعة. ولا يمنع أن يكون الإنسان على علم بأن اليوم “رصدا” و “تعبدا” يبتدئ عند المغرب، وتقويما في منتصف الليل. قد يتغير موعد رصد أذان صلاة الظهر، لكن إقامة الصلاة ستكون الساعة 12:10 كل يوم في مصلى شركة فلانية. 

وكذلك فقد تمت الإحاطة بالأدلة الشرعية المتعلقة برؤية الهلال ومناقشتها، وكان الاستنتاج أنه من الممكن شرعاً استخدام الحسابات الفلكية لتحديد شهر رمضان وشوال على أن تكون هذه الحسابات مؤكدة وينطبق عليها “اثبات الأميين” (راجع الفصل الأُم الثاني). 

لم يوضح الكاتب العلاقة بين رؤية الهلال وبداية شهر رمضان وشوال، وعلاقة ذلك بإثبات الأميين.

والغاية الرئيسية من هذا الكتاب (والمقالة العلمية اللاحقة) هو الخروج من حالة الدائرة المفرغة التي يقع فيها
العالم الاسلامي في هذا الموضوع؛ فهناك اختلافات واضحة في العالم الإسلامي في تحديد يوم الصوم ويوم
العيد، ولهذا نرى مجتمعات إسلامية يكون صومها وعيدها في أيام مختلفة عن الآخرين. وأسباب الخلاف متعددة
فهناك من يرى أن يوم رمضان لا يتحدد إلا بالرؤية، وآخرون يرون جواز الاعتماد على القواعد الفلكية. وحتى
في موضوع الرؤية فهناك خلاف إذا كانت الرؤية يجب أن تكون داخل حدود الدولة أو يمكن الاعتماد على
الرؤية خارج الحدود.

لم يوضح الكاتب الإشكال في وجود هذا الاختلاف في بداية الصيام أو العيد. بل ينتقل إلى حصر سبب الاختلاف إلى سوء فهم.

الإحاطة

تطرق الباحث إلى وصف الإحاطة وأنها ذات أهمية، ولكنه لم يشرح لنا بما أحاط به سواء كان من تفاسير أو غيره. ولم يتطرق للتقاويم المجدولة الهجرية.

التقييم

الفصل الثاني: الأدلة الشرعية المتعلقة برؤية الهلال وحساباته
211 الآراء المتعلقة بمجال رؤية الهلال (وهي أربعة آراء):
212 الآراء المتعلقة باستخدام الحساب الفلكي في إثبات الأشهر الهجرية (وهي ثلاثة آراء):
213 الآراء المتعلقة بمعايير الحساب الفلكي في إثبات الشهر الهجري:

العناوين غير متسقة في الفصل الثاني، “الآراء المتعلقة بمجال رؤية الهلال”، المفروض يتبعها قسم “الآراء المتعلقة باستخدام الحساب الفلكي برؤية الهلال” وليس “في إثبات الأشهر الهجرية”. فضلا أن “الأشهر الهجرية” لم تعرف.

خط التاريخ

ووجهة النظر عندنا (بعد الدراسة والبحث) أن الخط الأولى للاستخدام هو خط الغروب —
(Line Terminator Sunset (المقابل لخط غروب مكة.

ما وجه الأهمية؟ توثيقية؟ تعبدية؟ هل توجد مدن ستتأثر من هذا التقسيم؟

والخلاف الرئيسي بين عموم المسلمين هو في موضوع الرؤية نفسها: هل يجب أن يرى الهلال ل كي يتم اعتماد بداية الشهر الهجري، أم أنه من الممكن استخدام مبادئ الفلك والرياضيات لاستنتاج تحقق الرؤية في مكان ما، وبالتالي اعتماد بداية الشهر دون الحاجة للرؤية نفسها.

أين الإحاطة؟ وتوجد تقاويم هجرية مجدولة لم يستشهد بها الباحث تقوم بإثبات الشهر الهجري دون اشتراط رؤية أساسا.

وكمثال على ما سبق فإن الناس أول الإسلام كانوا يعلنون صلاة المغرب في اللحظة التي يرون فيها الشمس قد غابت عن الأفق، ولكننا الآن نعلن صلاة المغرب باستخدام الساعة والجداول. وهذه الجداول استنتجناها من المعادلات لحركة الشمس.

من الغريب أن المؤلف يؤكد أن وقت صلاة المغرب تختلف حسب المطلع ولا يصلي الجميع الساعة 6:00 مساء بل كل مدينة لها وقت مختلف، ولكنه في المقابل لا يعترف بأن أول يوم صيام أيضا سيكون مختلفا ويطلب توحيد بداية يوم الصيام في العالم، ويعتبره إشكالا!

2.2 الأدلة الشرعية المتعلقة برؤية الهلال:

الكاتب يستشهد بأدلة متشابهة، فيها ما يتعلق برؤية الهلال للعبادة والصيام، وأخرى تتحدث عن التقويم والجدولة. ويبدو خلط أحاديث رصد العبادة وأحاديث حساب ضبط الشهور تقويما.

رقم الدليل 4: صوموا لرؤيته: دليل أن الصيام يبدأ بالرؤية لا بالشهر التقويمي.

رقم الدليل 5: حتى تروه: دليل على التسهيل في العبادة لا تغيير التقويم.

رقم الدليل 6: حديث يوم تصومون: دليل أن متابعة الجماعة في العبادة هو الأولى، لا التقويم.

رقم الدليل 7: حديث أمْية: هذا الحديث يتحدث عن التقويم لا العبادة أو الصيام أو العيد. وهو إعجاز دقيق بأن التقويم يقوم على المتوسط كما الحاصل في جميع التقاويم الهجرية القياسية المجدولة.

رقم الدليل 8: قصة ابن عباس: دليل أنه يتحدث عن العبادة لا التقويم، وأن المسلمون يدركون أن المطالع مختلفة وتؤثر في وقت الصلاة ووقت الصيام.

وبالتالي فإن وجهة نظر المؤلف أن الأولوية وليس الفرض هي لوحدة المطالع (أي أنه إذا ثبت الهلال في مدينة فإن الأولوية أن تلتزم معها جميع المدن الأخرى.

  • ماذا عن أفريقيا؟ ومن لا تصلهم الإشارة ولا الانترنت؟
  • ولماذا لا يرى الكاتب بوحدة المطالع في الصلاة وأن العصر يجب أن تكون الساعة 3:00 عصرا في كل مدينة في العالم.

ولنفترض أن الإسكندرية (في مصر) قد اعتمدت يوم الأحد أول أيام رمضان، في حين اعتمدت طنجة (في المغرب) يوم الاثنين أول أيام رمضان، وذلك بسبب الاتفاق على اختلاف المطالع.

المثال خاطئ للنتيجة المطلوبة بأن القرى عن قرب ستصوم بفارق يوم، لأن المصطلحات خاطئة، الأصل أن يشير الكاتب أن مصر ستعلن “بداية الصيام” في رمضان 1 هجري\مختار وطنجة تعلن الصيام في رمضان 2 هجري\مختار. مشكلتك أساسا في الصيام لا في التقويم، بدليل أن هذه الدول تعلن رمضان حسب التقويم الجريجوري، مارس 22 في مصر ومارس 23 في المغرب مثلا.

ولو أصلحت لك المثال، لكان لزاما أن يصلى العصر في كلا المدينتين تحت ذريعة اتحاد المطالع الساعة 3:00 محليا!

وبالتالي فهما قمنا بالتقسيم فإننا نصل إلى حالة واضحة تماما أنه في مفهوم اختلاف المطالع فإنه ستوجد قريتين متجاورتين ستصوم إحداها في يوم، وستصوم الأخرى في يوم آخر. ولعدم منطقية هذا الأمر فإن الافتراض الذي ابتدأنا به يكون ً مستبعدا. أي أن الرأي بصحة اختلاف المطالع هو رأي مستبعد.

أين الاستشكال أو التناقض المنطقي؟ والكاتب يستشكل ذات التعريف باختلاف المطالع أساسا؟ ما المانع من أن يصلي المصري 15:30 عصرا بمطلع بلده، والمغربي يصلي الساعة 16:03 عصرا بمطلع بلده!؟!

انتبه هنا … صيام رمضان هو فرض، ودليل ذلك هو آية “كتب عليكم”، وحديث “أعمدة الإسلام”. ويبدأ رمضان من اللحظة التي يشهد فيها العدول دخول رمضان (كما في آية “شهد”) والخلاف هنا يتعلق بكيفية إثبات دخول رمضان.

الآية يتضح منها تسهيل شهادة الشهر (لصيامه)، ولا تتحدث عن التقويم ذاته. كما أحاديث الرؤية المفسرة. كحال الصلاة! بل لا يلزم أساسا فعل الأذان بدقة عند غروب الشمس كعبادة، فلو كان الأذان 600 مساء، فالصلاة قد تكون 6:05 أو 6:10 أو 6:15 مساء، ولا يوجد إشكال في تعدد أوقات إقامة الصلاة في المدينة الواحدة!

ومن المؤكد (كما هي أعراف العرب) أنه إذا شوهد الهلال فإن الشهر الجديد قد بدأ، ولكن الخلاف هو: إذا لم نستطع رؤية الهلال لأي سبب من الأسباب فهل أحاديث “صوموا لرؤيته” و”حتى تروه” هي للإرشاد أم الإلزام؟

لماذا الحصر بين الإلزام والإرشاد؟ لماذا لا تكون للتسهيل بغض النظر عن التقويم؟! كما أحاديث “افعل ولا حرج”، افطر يوم الشك ولا تبالي للتقويم ولا الحساب ولا تتشدد في تطبيق وقت العبادة، وصم مع رؤيتك ولا تضيق واسعا، ولا تصلي العصر إلا عند بني قريظة.

والسؤال الآن … إذا استطعنا الوصول إلى حسابات دقيقة مثتبة فيما يتعلق برؤية الهلال فهل حديث “صوموا لرؤيته يكون للإرشاد أم الإلزام؟ وهنا وجهة نظر المؤلف أن النص للإرشاد وذلك للسبب الذي شرحناه سابقا.

فإن كان للإرشاد حول عبادة وهذا تسهيل، فما الداعي للتشديد بالإلزام والتوحيد، أليس قبول الاختلاف والمطالع أسهل من توحيد الأمة على مطلع؟

وبالتالي فإن أول التوفيق هو أن حديث “أمّيّة” هو وصف للمسلمين ذلك الوقت وأنه ليس دعوة لعدم التعلم والكتابة والحساب.

لماذا تصعيب التوفيق؟ الحديث يصف بأن علم التقويم ينبغي أن يكون سهلا متداولا لا حصرا على علماء فلك! كما هو حال التقويم الجريجوري السهل الممتنع، والتقويم الهجري القياسي السهل الممتنع، فنحن نستخدم التقويم الجريجوري دون أن يكون لدينا علما بعلوم الفلك والرصد وخلافه، وهو إعجاز من رسول الله في التفريق بين الرصد والتقويم!

وأظن القارئ يدرك بأن الدورة الشمسية الرصدية لا توافق التقويم الجريجوري السهل للمتابعة، إذ تترنح الاعتدالات كل سنة، كما تترنح رؤية الهلال كل شهر، وغالبية الناس اليوم أمّيّون في هذا الصدد، ويستخدمون تقويما مجدولا يناير 31 فبراير 28 وهكذا، لا رصدا شمسيا علميا فلكيا! والحديث لم يتحدث عن رمضان ولا الصيام أساسا!

وهنا يأتي السؤال …. كيف نستطيع أن نثبت شيئا لمجموعة من الأميين؟ ً

نثبت الرؤية أو التقويم؟ إذا فصلت المسألتين، الأمي سيتقبل المسألتين بسهولة. فهو يتقبل التقويم كالجريجوري لأنه منضبط وسهل الحفظ، ويتقبل الرؤية عند الصيام والعبادة حسب فقهه سواء برصد “عودة” أو رصد “عينيه”. لماذا نلخبط الأمي بـ”تقويم رصدي”؟ كتقويم أم القرى صعب الاستخدام لعدم جدولة الشهور ولا يستخدم في العبادة؟ لا أرضيت علم التقويم ولا علم الفلك في الرصد! ولا يستخدمه أمي ولا عالم في عبادته!

2.3 #الشهر القمري والشهر الهجري:
الشهر القمري (علميا) هو شهر فلكي يبدأ من لحظة ولادة القمر وينتهي في لحظة ولادة القمر التالية، وأما الشهر الهجري فيبدأ من لحظة ظهور الهلال وحتى لحظة ظهور الهلال التالي.

تعريف جديد، فهو عادة تعريف محلي، التعريف الجديد يجعلها ظاهرة عالمية، وأظنه ليبني عليها تقويما عالميا. ومع ذلك يشير بحثه الثاني إلى تقسيم العالم لمطلعين!

هذا التغير في السرعة يسبب تغيرات طفيفة في زمن اليوم الشمسي (أي الوقت اللازم كي تدور الأرض دورة حول نفسها بالنسبة للشمس)؛ فاليوم الشمسي يأخذ 24 ساعة زمنية يزيد عليه أو ينقص منه عدة ثواني (يصل أقصاها إلى 30 ثانية) وأحد الأسباب في ذلك هو التغير في سرعة الأرض حول الشمس.

دليل إضافي أن رصد سرعة الأرض المتغير لا يغير تقويم الساعة القياسي بأن طول اليوم التقويمي 24 ساعة، يتم الكبس لاحقا بعد سنين بعدد ثواني معين، وهو وظيفة أهل التقويم.

أم هل يقترح المؤلف تحرير ساعة رصدية لها ساعات بطول مختلف وتتغير حسب المواسم، تقسم اليوم حسب الصلوات وتكون الساعة رصدية بهذه القياسات: المغرب دائما 0:00 العشاء 1:00 الفجر 12:00 الظهر 18:00 العصر 21:00، وبطبيعة الفرق بين الظهر والعصر 3 ساعات لكن عدد دقائقها متغير حسب الموسم لأن طول النهار والليل في اليوم الشمسي متغير طول السنة!

التوقيت الدولي (Time Universal (هو التوقيت الشمسي في مدينة جرينتش (Greenwich (في إنجلترا، إذ إن إنجلترا هي أول من اعتمد التوقيت الشمسي المعتدل في جرينتش كتوقيت عام لكل إنجلترا (وذلك بسبب الحاجة لتوحيد مواعيد وصول ومغادرة القطارات)، ومن ثم تم اعتماد هذا التوقيت كتوقيت دولي.

توحيد التقويم هدفه إداري لا رصدي! شكرا للتأكيد!

فمثلا: مكة وأنقرة مشتركتان في التوقيت المحلي (وفرق التوقيت المحلي لهما هو +3 ساعات)، وإذا كان الوقت الآن في مكة هو 14:00 محلي فإن الوقت الآن في أنقرة يكون كذلك 14:00 محلي. ولكن أذان الظهر في مكة بتاريخ 25-07-2016 يكون الساعة 27:12 محلي (06:12 شمسي مكة)، في حين يكون أذان الظهر في أنقرة الساعة 12:55 محلي (12:06 شمسي أنقرة). والفرق بين الوقت المحلي والوقت الشمسي لمكة (ذلك اليوم) هو حوالي 20 دقيقة، والفرق بين الوقت المحلي والشمسي لأنقرة (ذلك اليوم) هو حوالي 50 دقيقة.

لاحظ الفصل الواضح بين التقويم والرصد فكلا المدينتين في نطاق زمن +3 تقويميا، وأن الساعة أداة التقويم ثابت لدى البلدين، لكن موعد صلاة الظهر حادثة رصدية لكل من المدينتين وقت مختلف باختلاف المطالع. اختلاف المطالع جعل وقت الصلاة مختلفا، فما مشكلة أن يكون يوم الصيام مختلفا؟

3.12 الساعات في التوقيت الحقيقي غير متساوية؛ بمعنى أن الوقت بين الساعة 7 و 8 لا يساوي بالضرورة الوقت بين الساعة 10 و 11 .وأما في التوقيت المعتدل فإن الساعات متساوية.

ولكن يجب التذكير أن التوقيت المحلي قد تم وضعه في كل منطقة بحيث يكون قريبا من التوقيت الشمسي (المعتدل)، وبحيث لا يزيد الفرق بينهما (قدر الإمكان) عن ساعة واحدة.

الكاتب يوضح الفرق بين الرصد والتقويم هنا، فالتوقيت الحقيقي رصدي، والتوقيت الشمسي المعتدل هو التقويم الأمي السهل الممتنع، وتلاحظ كبس الدقائق لتصبح النطاقات +3 بالضبط مثلا، والعالم لم يتبنى بداية اليوم الرصدي من منتصف الليل، بل ما زال المسلمون رصديا يبدؤون يومهم مع المغرب كحال مختلف الشعوب مع رصد مختلف، لكن التقويم المستخدم تقويم ثابت يقاس عليه ولا يتضارب مع نظرة المجتمعات رصديا لفقه اليوم.

وبالنسبة لتحديد اليوم في نقطة على الأرض (أي تحديد إذا كان اليوم في هذه النقطة هو الأربعاء أو الخميس) فإنه لا يوجد أي اختلاف جوهري عند استخدام التوقيت الشمسي الحقيقي أو المعتدل: فالفرق بين منتصف الليل حسب التوقيت الحقيقي ومنتصف الليل حسب التوقيت المعتدل لا يزيد (أو ينقص) عن 16 دقيقة. وهذا فرق مهمل من الناحية العملية.

الكاتب يتجاوز هذا الإشكال في تحديد منتصف الليل لأنه لا ينبني عليه عبادةـ إذ أن بحثه أساسا من أجل الصلاة والصيام لا شيء آخر، ولو أنه نظر إلى مسألة التقويم بنفس الطريقة، لانتهينا إلى أن التقويم ذاته لا ينبني عليه عبادة، بل العبادة قائمة على الرصد. والرصد في العبادة أمره فيها سعة! فالفصل بين الاثنين هو الأولى، واعتماد أداة التقويم (24 ساعة المعتدلة + تقويم مجدول كتقويم مختار باشا الهجري، وليس “تقويما رصديا” كأم القرى)

ومن المفيد هنا تحديد مصطلحات الأيام التي سنستخدمها في هذا الكتاب:

يوم عربي: وهو يحدد أيام الأسبوع (من السبت إلى الجمعة) بناء على العرف العربي، أي أن اليوم يبدأ
من وقت الغروب.
يوم محلي: وهو يحدد أيام الأسبوع (من السبت إلى الجمعة) بناء على التوقيت المحلي، أي أن اليوم
يبدأ من منتصف الليل محلي.
يوم شمسي: وهو يحدد أيام الأسبوع (من السبت إلى الجمعة) بناء على التوقيت الشمسي، أي أن اليوم
شمسي. وكما ذكرنا سابقا فإننا نستطيع أن نعتبر اليوم الشمسي هو نفسه اليوم ً يبدأ من منتصف الليل
المحلي.
تاريخ هجري: وهو يحدد تاريخ اليوم بناء على التقويم الهجري
تاريخ شمسي: وهو يحدد تاريخ اليوم بناء على التقويم الجريجوري والتوقيت الشمسي.

ولإعادة تعريف المصطلحات لمناسبة الحديث بالتفريق بين الرصد والتقويم.

اليوم العربي: هو يوم فقهي ثقافي يعتمد على الرصد طوله متغير على طول السنة وحسب الموسم، وليس مقوّما. وبداية اليوم رصدا غروب الشمس الساعة 00:00. بطبيعة الحال، يتم تقويم اليوم مع رصد أذان مغرب لضبط الساعة على 00:00، سنة كانت قائمة أيام الملك عبدالعزيز
اليوم المحلي: هو يوم مقوّم على المنطقة الزمانية بأن منتصف الليل هو 00:00.
اليوم الشمسي: هو يوم رصدي قائم على منتصف الليل هو الساعة 00:00.
تاريخ شمسي: خلط مصطلحات، التاريخ ميلادي، والتقويم جريجوري.
تاريخ هجري: للأسف لم يعتمد المؤلف على أي تقويم هجري، بل الهدف صناعته.

ونلاحظ أن الكاتب عرّف التاريخ الشمسي والتقويم الشمسي، ولم يشرح التاريخ الهجري، ولا التقويم القمري.

وبالتالي فإن الأوقات التالية تتعلق بلحظة واحدة وهي لحظة غروب الشمس في مدينة لوس أنجلوس ( Los Angeles (في ولاية كاليفورنيا في أمريكا:
يوم السبت الساعة 00:53 دولي بتاريخ 2017-07-25.
 الموافق لـيوم الجمعة الساعة 53:17 بتاريخ 24-07-2017 محلي.
 الموافق لـيوم الجمعة الساعة 00:17 بتاريخ 24-07-2017 شمسي.
 الموافق لـيوم السبت عربي

يتضح أن الكاتب ذكر اليوم العربي دون الإشارة إلى الوقت، الذي قد يكون الساعة 00:00 بالتوقيت المحلي الرصدي حسب ثقافة العرب، لكن هذا سيفتح بابا آخر لبحثه التقويم الشهري بالرصد، بأن يصنع ساعة تؤسس على الرصد كما ذكر سابقا بالتوقيت الشمسي، وخاصة أن ساعات هذا اليوم متغيرة الطول حسب الرصد وتحتاج للتقويم كل ليلة!

ولعله يتضح من اعتراضاتي بأن “الحساب” هو علم الرصد لا التقويم. وينبغي الفصل بين الاثنين، وخاصة أن هدف الباحث صناعة تقويم، لا آلة راصدة، وفرق بين الاثنين.

وبسبب عدم تزامن حركة الأرض فإنه من الممكن أن يحدث الانقلاب الصيفي قبل يوم أو بعد يوم من التاريخ السابق. ً فمثلا لحظة الانقلاب الصيفي في عام 2016 كانت في الساعة 34:22 بتاريخ 20-06-2016 دولي.

عجيب،، لماذا لا يتم تغيير التقويم الجريجوري عند إثبات رصد الاعتدال؟!، وجعل سبتمبر 22 في تلك الدقيقة هي سبتمبر 23!؟ كما يريد فقهاء أهل الفلك والتقويم الهجري الجدد.. بل ربما لماذا لا يتم إضافة فبراير 29 إلا عند رصد الاعتدال؟ الإجابة لأنه يوجد فرق بين الرصد والتقويم.

ولكن انتبه هنا …. ليس من الضروري أن يكون هذا الخط مستقيم وإنما قد تم تعريج هذا الخط حسب التقسيمات السياسية التي تم الاتفاق عليها. ولكن الضروري هو وجود خط يتم الاتفاق عليه أنه بداية اليوم على الأرض.

دليل إضافي أن الهدف هو التقويم لا الرصد عند ضبط الساعة أداة التقويم، والتفريق بينهماـ فإن الرصد يحسب على التقويم لا العكس.

3.17 خط التاريخ الهجري
لكن هل من الضروري أن نقوم بتغيير المقاييس المعتمدة الحالية والتي تعتبر أن خط طول جرينتش هو خط الطول المرجعي، وأن نعتمد ً بدلا من ذلك على خط طول مكة كـ “خط مرجعي”؟ووجهة نظر المؤلف هي أنه: ما لم يكن هناك نص شرعي صريح أو فائدة واضحة فإنه من غير المناسبَ تغيير المقاييس التي تعود الناس عليها.

إذا لماذا يريد الباحث استحداث تقويم بمقاييس جديدة؟ والناس أساسا ترصد تعبداتهم دون الحاجة لتقويم جديد.

ولكن بالنسبة لخط التاريخ فإن الأمر يختلف، حيث إن تحديد خط التاريخ (أي الخط الذي يبدأ منه اليوم في الأرض) يؤثر وبشكل حقيقي على تحديد الشهور الهجرية. أي أننا إذا اخترنا مكة كمرجعية فإن بدايات الشهور الهجرية ستكون مختلفة عما لو اخترنا جرينتش كمرجعية.

يشرح الكاتب هنا أن خطه “القياسي” سيؤثر على نتيجة “رصده” للهلال والذي من خلالهما سيثبت بدايات الشهور ليصنع “تقويما قياسيا”! القطة التي تبحث عن ذيلها!

وهنا الدعوة للجهات المرجعية في العالم الإسلامي للقيام بإثبات أو نفي المعايير الموجودة؛ لأنها خطوة ستكون مهمة ًّجدا في خلق الثقة في المنهجية العلمية في تحديد الشهور الهجرية.

ما لازم الإثبات أو النفي؟ ما أهمية تحديد الشهور الهجرية رصديا أساسا وحسب تعريف المؤلف الاعتباري؟ هو هو للعبادة أو التقويم؟

3.20 الحساب المعتمد في هذا الكتاب
…وهذا التبني جاء لسببين، الأول: أنه القيمة الأحوط في جميع المعايير السابقة… والثاني: أنه يوجد عدة بيانات رصد تمت فيه رؤية الهلال قبل 19 ساعة من ولادة القمر. ووجهة نظر المؤلف أن هذين السببين يمكن أن يتم اعتبارهما “إثبات أميين” الثاني). وهذا الذي نتبناه في هذا الكتاب حتى تقوم جهة مرجعية بإثبات أحد المعايير السابقة (يالوب والجنوبي وعودة).

ما مفهوم الأحوط؟ أظن الكاتب يقصد “إثبات الأميين” فإن كان، ما وجه الاعتقاد بأن الإثبات الذي سيقدمه عالم الفلك كاف لهذا الأميّ؟ وهو أمي؟!! فهو أيضا سينظر إلى تقويمك المتوافق مع إمكانية الرؤية على أنه ليس إثباتا وسينتظر رصدا لعبادته، وتقويما سهلا لحياته. منطلقات الكاتب متناقضة. فضلا أنها غير واقعية، فالأمية عالمية في الفلك، والكل يستخدم تقويما شمسيا لا راصدا شمسيا.

وهناك طريقة أخرى أكثر فعالية من استخدام خط الغروب غ 19 ،وهو أن تقوم الجهات المرجعية في العالم الإسلامي بوضع سفينة أبحاث لرصد الهلال قبل خط التاريخ الهجري، وتكون هذه السفينة مزودة بطائرة هليكوبتر متخصصة يمكن استخدامها في الرصد إذا صدفت أن الظروف الجوية لم تكن مناسبة للرؤية في السفينة. وهنا يمكننا الاعتماد على نتائج المعايير الثلاثة وتأكيد أحد هذه النتائج بإثبات رؤية الهلال قبل غروب الشمس في خط التاريخ الهجري.

قد أحتاج إلى تذكير لمعرفة فائدة هذا التكلف! وكم ارتفاع الصعود؟ بل لماذا لا نطلق صاروخا أو نسأل سفينة محطة الفضاء الدولية مع اشتراط الناظر أن يكون مسلما حسن السيرة.

ولكن هذا الأمر يحتاج إلى قرار من الجهات المرجعية، ولتشجيع هذه المرجعيات لاتخاذ ذلك القرار فإنه من الضروري خلق الرأي العام الدافع له. وهذا هو أحد أهداف هذا الكتاب؛ وهو رفع الوعي والإدراك للمفاهيم والمبادئ الأساسية المتعلقة برؤية الهلال وكيفية حسابه، وبالتالي تصبح النقاشات بين الناس عميقة في هذا الموضوع، مما سيؤدي لظهور التوافقات بين الناس في هذا الموضوع، مما سيترتب عليه في النهاية قيام المرجعيات في العالم الإسلامي لاتخاذ القرارات الملائمة لهذه التوافقات.

يهدف الكاتب إلى زيادة الوعي بالأمور الفلكية ومعايير خاصة لتشجيع المجتمع على ضبط أمر معين لم يتم تعيينه بدقة. ويبقى السؤال، ما الهدف؟ أو هو البحث عن هدف؟ ولو تم الفصل بين التقويم والرصد، كحال الصلاة، لكان الوعي أسهل، ولتم سلب قدرة الساسة والإعلام على تشويه المسألة التي عالجها المسلمون الأوائل بشكل سلس!

4.4 الصيام في القطبين
وعليه فإن وجهة نظر المؤلف أن الناس مخيرون إما التأجيل أو الفدية. ودليل ذلك أنه ليس من السهل قياس الظاهرة في القطبين على حكم السفر والمرض، وليس من السهل كذلك قياس الظاهرة على النص، “وعلى الذين يطيقونه” لأن هذا يتطلب أن الشخص لن يستطيع الصوم بتاتا طوال السنة. وحيث إنه لا يوجد إلا بديلين اثنين لصوم رمضان (التأجيل أو الفدية)، وحيث إننا لا نستطيع أن نحدد أي البديلين أولى فإن النتيجة الطبيعية هي أن كلا البديلين مقبولان في ظاهرة القطبين!

إن كان التأجيل خيارا، فلماذا يتم تقديم هذا البحث في مسألة تحديد اليوم الأول للصيام.. فليكن مؤجلا تحت حكم يوم الشك لكل شخص أو جهة؟! بل إن هذه المسألة فيها إعجاز من ناحية آية “شهد الشهر” و حديث “الأميين” الذي لا رصد فيه، فكل من الصلاة والصيام تقديري وعلى تقويم قياسي في النهاية. بل إن إدراج الباحث لهذه القضية هو تجاوز لهدفه وكان عليه أن يكون منضبطا بخلق تقويم سنوي يرصد غروب الشمس، وتكون السنة يومين، كل يوم 6 شهور! الله أكبر! ويسميه التقويم العالمي الشمالي!

كتاب التقويم الهجري العالمي!

تم في هذا البحث إعداد تقو يم هجري موحد لجميع دول العالم باسم “التقويم الهجري العالمي” ويكون أساسه اعتماد رؤية الهلال سواء بالعين المجردة أو عن طريق المرقب البصري، حيث تم تقسيم الكرة الأرضية إلى منطقتين، وتجري الحسابات الفلكية لكل نظاق على خدة، فإذا دلت الجسابات الفلكية على أنه يمكن رؤية الهلال من أي منطقة تقع ضمن النظاق، اعتبر اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري الجديد لهذا النظاق.

المحصلة هو إنشاء تقويمين إضافيين قائمين على الرصد بمعيار د. محمد عودة! وأساسا لدينا أم القرى لمن شاء أن يستخدمه كتقويم معوج، وفي نهاية البحث تجد بدايات الشهور مرصودة على التقويم الجريجوري! وكأنك يا بو زيد ما غزيت! والعالم الأمي سيبحث عن رصد لصيامهم يتجاوزون في أم القرى والتقاويم الأخرى الرصدية. أسأل الله أن يوفق الإخوة في ما فيه الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *